الشرع يواصل التودّد إلى موسكو غليان في ريفَيْ حمص وحماه سوريا عامر علي السبت 4 تشرين اول 2025 توغّلت قوات الاحتلال في
الشرع يواصل التودّد إلى موسكو: غليان في ريفَيْ حمص وحماه
سوريا
عامر علي
السبت 4 تشرين اول 2025
توغّلت قوات الاحتلال في بلدة كودنة في ريف القنيطرة (أ ف ب)
قبل نحو أسبوعين على زيارة الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، إلى موسكو، في الخامس عشر من تشرين الأول الحالي، للمشاركة في القمة الروسية - العربية، زار وفد عسكري تقني سوري، روسيا، في إطار محاولات الإدارة الجديدة خلق توازن في الملف السوري الذي تقبض عليه الولايات المتحدة، وتتقاسم النفوذ فيه تركيا وإسرائيل.
وأجرى الوفد العسكري الذي ترأّسه رئيس هيئة الأركان العامة في وزارة الدفاع الناشئة، اللواء علي النعسان، لقاءً مع نائب وزير الدفاع الروسي يونس بك يفكيروف، وزار «الحديقة العسكرية الوطنية المركزية للقوات المسلحة الروسية»، حيث اطّلع على منظومات الدفاع الجوي، والطائرات المُسيّرة الاستطلاعية والقتالية المذخّرة، بالإضافة إلى المعدات العسكرية الثقيلة، وذلك في إطار تعزيز التعاون وتبادل الخبرات، وفق بيان لوزارة الدفاع الانتقالية.
وخلال الزيارة، أثير جدل واسع بعد قيام مسؤول إدارة الإعلام والاتصال في وزارة الدفاع، عاصم غليون، المشارك في الوفد، بنشر صورة عبر حسابه في «فيسبوك» مع منظومة صواريخ يُعتقد أنها منظومة دفاع جوي روسي، وإرفاقها بعبارة: «اليوم في روسيا وفي قادم الأيام في سوريا»، ما أوحى بوجود اتفاقية ما مع روسيا حول تسليم منظومة «S - 400» الدفاعية لدمشق. غير أن غليون خرج لنفي هذا الأمر على الفور، مؤكّداً أن الصورة التي نشرها تتعلق بنشاطه هو، ولا تتعلق أبداً بالصواريخ الظاهرة في الصورة، والتي تمّ تصويرها أثناء اطّلاع الوفد السوري على شركات الصناعة العسكرية الروسية.
وتأتي الزيارة العسكرية الرفيعة المستوى، بعد نحو شهرين على زيارة أجراها وزير الخارجية في الحكومة الانتقالية، أسعد الشيباني، إلى موسكو، تبعتها أخرى لوفد روسي رفيع المستوى برئاسة ألكسندر نوفاك، نائب رئيس الوزراء الروسي، في التاسع من شهر أيلول الماضي إلى دمشق. وكان كشف مصدر مطّلع، في حديث إلى «الأخبار» حينها، أن استقبال نوفاك يأتي في سياق محاولة خلق توازن في الملف السوري، تنفيذاً لتوصية تركية، في ظل السيطرة الأميركية المُطبقة على الملف، والنفوذ الإسرائيلي المتزايد فيه، خصوصاً أن روسيا لعبت دوراً بارزاً في ضبط الجنوب السوري خلال عهد النظام السابق.
يعيش ريفا حمص وحماة، حالة من الغليان نتيجة ارتكاب مجزرتَين بحق شبان علويين وأشخاص مسيحيين
وفي سياق التغوّل الإسرائيلي المستمر في الأراضي السورية، يتابع جيش الاحتلال تنفيذ اعتداءات وتوغلات وإقامة حواجز عسكرية في المناطق التي دخلها بعد سقوط النظام، نهاية العام الماضي. وشنّت طائرات العدو، مساء أول من أمس، سلسلة غارات استهدفت منطقة الكسوة في ريف دمشق، في وقت تجاهلت فيه السلطات الانتقالية هذه الاعتداءات، التي لم ترد معلومات مؤكدة حول الأهداف التي طاولتها. كذلك، توغّلت قوات الاحتلال في بلدة كودنة في ريف القنيطرة، بالتزامن مع تحليق طائرات استطلاع في أجواء الريف الجنوبي. وبحسب مصادر محلية، أطلق جنود العدو النار على تجمّع من المواطنين قرب تل أحمر الشرقي، من دون أن ترد أنباء عن إصابات.
وعلى الصعيد الداخلي، تعيش المنطقة الوسطى في سوريا (ريفا حمص وحماة) حالة من الغليان، قبيل انتخابات مجلس الشعب المُقرّر إجراؤها الأحد المقبل، وفق نظام يخص الترشّح والاقتراع بلجان تمّ تشكيلها من قبل السلطات الانتقالية، وذلك لانتخاب ثلثَي أعضاء مجلس الشعب البالغ عددهم 250 عضواً (يسمّي الشرع الثلث المتبقّي). وسعّر تلك الحالةَ ارتكابُ مجزرتَين بحق شبان من الطائفة العلوية في قرية جدرين في ريف حماة الغربي الأحد الماضي، وما تبعه من إضراب شمل أكثر من 25 قرية، ثم وقوع هجوم آخر استهدف ثلاثة أشخاص مسيحيين في بلدة عناز في منطقة وادي النصارى في ريف حمص.
وتسبّب ذلك باحتقان شعبي كبير في الأوساط المسيحية، وضاعف المخاوف من استمرار استهداف الأقليات، خصوصاً مع صعود الفصائل المتشدّدة من جهة، والهشاشة الأمنية التي تعيشها البلاد، من جهة أخرى. ويأتي هذا في وقت لا يزال فيه الجرح الذي تسببت به المجازر التي ارتُكبت بحق العلويين في شهر آذار الماضي، والهجوم الذي استهدف كنيسة مار الياس في حي الدويلعة الدمشقي، وتسبّب بمقتل وإصابة أكثر من 100 شخص في شهر حزيران الماضي، مفتوحاً، من دون أن تفلح روايات السلطة أو تحقيقاتها في تبريده.
ان ما ينشر من اخبار ومقالات لا تعبر عن راي الموقع انما عن رأي كاتبها